العقارات في دمشق كيف تستثمر في سوريا؟

تشهد العقارات في دمشق حالة من الفوضى، وترجع تلك الفوضى للحرب الطويلة التي عانت منها البلاد، وتنعكس تلك التبعات من آثار الحرب في سوريا على العقارات من خلال الركود في سوق العقارات في دمشق، وغياب الخدمات وعدم الاستقرار الاقتصادي، وانهيار الليرة، وكثرة العقارات المعروضة مع قلة الطلب، ما أدى لارتفاع خيالي في اسعار العقارات فيها، ويشمل هذا الارتفاع العقارات في المناطق والاحياء الراقية وكذلك الامر مع العقارات في المناطق العشوائية في دمشق، فقد تجاوز سعر المتر المربع في بعض المناطق في العاصمة دمشق لنحو ال 900 ألف ليرة سورية، فيما يسجل إيجار العقارات أرقاما تتعدى 250 ألف ليرة سورية، وسط اضطرار المواطنين للشراء او الاستئجار نظرا للتدمير الذي شمل مئات الآلاف من المنازل والوحدات السكنية والتجارية، وهو الأمر الذي جعل من أسعار العقارات في دمشق غير منصف على الاطلاق.

ويشير أصحاب المكاتب العقارية إلى فكرة انعدام قدرة المواطنين على الشراء، وذلك على الرغم من أن نسبة العقارات المطروحة للبيع او الايجار مقبولة مقارنة بالسابق .

ويشير المختصون إلى عدم وجود قانون ينظم السوق العقارية في العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية، وأن المتحكم الوحيد في عملية بيع واستئجار العقارات في سوريا هو العُرف، ولعل السبب وراء ارتفاع اسعار العقارات في دمشق فضلاً عن الحرب وتبعاتها؛ هو الارتفاع الكبير في متطلبات البناء، فقد الى موضوع ارتفاع تكاليف العملية الانتاجية في البناء العقاري؛ من خلال ارتفاع سعر الاسمنت الذي يلعب دورا في رفع اسعار البناء بنسبة تصل لنحو 7%، وأن النسبة الاكبر في التأثير علي ارتفاع أسعار البناء في دمشق والمدن الاخرى تأتي من خلال الفيول والكهرباء الذي يسهم في عملية البناء بنسبة 75% ، وقال أشار رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال البناء أن اكبر ما يتم السعي اليه في خلال أزمة الارتفاع الخيالي في أسعار العقارات هو العمل على تخفيض أسعار تكاليف الانتاج .

ويعتقد البعض أن أزمة العقارات في سوريا لا يمكن حلها لأنها جزء لا يتجزأ من الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فلا يمكن حل الازمة على حده، انما يلزم حل شامل للازمة الاقتصادية ككل، فحل الازمة طبقا لخبراء يحتم تخفيض اسعار العمليات الداخلة في الانتاج العقاري، هذا التخفيض الذي يجب أن تتحمله هيئة ما، فيؤثر ذلك أيضا فيها، فلو تحملته الدولة مثلا سيؤدي ذلك للتضخم .