إن تهديد تمرد “فاجنر” يصنف كأقوى تهديد أثر على نظام الرئيس الروسي “بوتين” منذ بدأ الحرب على أوكرانيا، ومن بين التداعيات الاقتصادية لهذا التمرد هو التأثير على الأمن الغذائي العالمي والاسعار العالمية للسلع الاستراتيجية، وذلك يرجع إلى أن الغاز الطبيعي هو مكون أساسي لأسمدة اليوريا الذي يعتبر من أهم مواد الإنتاج.
ومن ثم سيؤثر هذا الامر على ارتفاع كبير في اسمدة اليوريا، فلم يكن أما المزارعين إلا حلين وهما إما أن يستخدم اليوريا بشكل أقل مما سيؤثر على الانتاج بالسلب، أو أنهم يشترونها بالأسعار المرتفعة وبالتالي سيرتفع سعر الزراعات والسلع الاستراتيجية، وفي كلتا الحالتين سيكون هناك تأثير على الأمن الغذائي بشكل عام.
وقد توقع خبراء الاقتصاد أن هناك العديد من السلع والخدمات سيرتفع أسعارها في العالم أجمع جراء هذا التمرد ومن بين السلع التي سترتفع الذهب والبيتكوين لأن هناك اقبال كبير في روسيا على العملة الافتراضية، وكذلك سيرتفع الغاز الطبيعي، وسيؤثر هذا التمرد على منطقة اليورو بشكل كبير.
أما في العالم العربي فسيكون لهذا التمرد تهديد كبير في عدة دول عربية وبالأخص في شمال إفريقيا والشام، لأن العائلة المتوسطة في هذه الدول تنفق 40 % من دخلها في الغذاء، ومن ثم فإنه أي زيادة في أسعار الأغذية والسلع سيؤثر بشكل مباشر على ميزانية هذه العائلات.
إقرأ أيضا:عمولة فودافون كاش واتصالات كاش وموبينيل كاش والحد الادنى للسحب لكل محفظةولذا فإن تمرد “فاجنر” لا يؤثر فقط في اقتصاد روسيا وإنما هناك العديد من الدول ستتأثر بشكل مباشر من تداعيات هذا التمرد، وخصوصا ً الدول التي تعتمد على روسيا في الإمدادات الرئيسية للغذاء، وهذه الدول أغلبها من دول الشرق الاوسط، إذ تصدر روسيا حوالي 80 % من حبوبها إلى دول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.
إقرأ أيضا:توقعات إبقاء المركزي المصري على أسعار الفائدة من دون تغييروتعتبر تركيا وإيران ومصر والسعودية والجزائر أكبر الدول التي تعتمد على روسيا في الإمداد بالسلع الغذائية والزراعات الاستراتيجية كالقمح والذرة، كما أن لتمرد ” فاجنر” تأثير على أسعار الطاقة في العالم وذلك لأن روسيا من المنتجين الرئيسيين للنفط في العالم وذلك لأنه ضمن تحالف ” أوبك +” بجانب المملكة العربية السعودية، فإي اضطراب مطول على روسيا سيؤثر بالطبع على أسواق النفط العالمية.