النفط هو واحد من أهم الموارد الطبيعية في العالم، ويستخدم في مختلف الصناعات والقطاعات الاقتصادية. سعر النفط يتأثر بعدة عوامل، مثل العرض والطلب، والتوترات الجيوسياسية، والسياسات النفطية للدول المنتجة والمستهلكة، والتوقعات والمخاطر السوقية. في هذا المقال، سنتناول اسعار النفط اليوم الثلاثاء 28/11/2023، والعوامل التي تؤثر عليها، والتوقعات للمستقبل.
أسعار النفط اليوم
بحسب موقع Investing.com، سجلت أسعار النفط اليوم انخفاضاً ملحوظاً، حيث تراجع سعر عقود نفط برنت الآجلة لشهر فبراير 2024 إلى 80.48 دولار للبرميل، بنسبة 1.46% عن الإغلاق السابق. كما تراجع سعر عقود النفط الأمريكي غرب تكساس الوسيط الآجلة لشهر يناير 2024 إلى 76.00 دولار للبرميل، بنسبة 1.30% عن الإغلاق السابق. ويعد هذا التراجع هو الأكبر منذ أسبوعين، حيث تضررت أسعار النفط من زيادة الإنتاج الأمريكي، وتأجيل اجتماع أوبك+.
العوامل التي تؤثر على أسعار النفط
من بين العوامل التي تؤثر على أسعار النفط، يمكن تصنيفها إلى عوامل أساسية وعوامل ثانوية. العوامل الأساسية هي تلك التي تتعلق بالعرض والطلب على النفط في السوق العالمي، والتي تحدد مستوى التوازن بين الكمية المعروضة والكمية المطلوبة. العوامل الثانوية هي تلك التي تتعلق بالظروف السياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية والاجتماعية التي تؤثر على توقعات ومعنويات المتداولين والمستثمرين في السوق. بعض الأمثلة على هذه العوامل هي:
إقرأ أيضا:سعر الفراخ البيضاء اليوم السبت 7-9-2024الإنتاج والاستهلاك:
يعتمد العرض على كمية النفط التي ينتجها الدول المنتجة، والتي تتحكم فيها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها (أوبك+)، والتي تضم أكبر الدول المنتجة في العالم، مثل السعودية وروسيا والإمارات والعراق وإيران وغيرها. كما يعتمد العرض على كمية النفط التي ينتجها الدول غير الأعضاء في أوبك، مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج والمكسيك وغيرها. أما الطلب، فيعتمد على كمية النفط التي يستهلكها الدول المستهلكة، والتي تتأثر بعوامل مثل النمو الاقتصادي والسكاني والتنمية الصناعية والنقل والتدفئة والكهرباء وغيرها. عادة، يكون هناك علاقة عكسية بين العرض والسعر، وعلاقة طردية بين الطلب والسعر، أي أن زيادة العرض تؤدي إلى انخفاض السعر، وزيادة الطلب تؤدي إلى ارتفاع السعر.
السياسة والجيوسياسية:
تتأثر أسعار النفط بالعلاقات السياسية والجيوسياسية بين الدول المنتجة والمستهلكة، وبين الدول المنتجة بينها. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي الحروب والنزاعات والعقوبات والاضطرابات والثورات والانقلابات والهجمات الإرهابية والتهديدات النووية وغيرها من الأحداث السياسية والجيوسياسية إلى تعطيل أو تقليل أو تهديد إنتاج أو نقل أو تصدير أو استيراد النفط، مما يؤدي إلى تقلبات في العرض والطلب، وبالتالي في السعر. على سبيل المثال، قد تؤدي العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تهديد مضيق هرمز، الذي يعتبر أهم ممر بحري لنقل النفط في العالم، مما يؤدي إلى ارتفاع السعر. أو قد تؤدي العلاقات المتحسنة بين السعودية وروسيا إلى تعاون أكبر في سياسة الإنتاج، مما يؤدي إلى انخفاض السعر.
إقرأ أيضا:سعر الحديد والأسمنت اليوم السبت 14-9-2024توقعات أوبك +:
من المتوقع أن تناقش مجموعة أوبك +، التي تضم 23 دولة منتجة للنفط، تخفيضات إضافية في الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في 30 نوفمبر 2023. هذا الاجتماع تم تأجيله لأربعة أيام بسبب عدم التوافق بين الأعضاء على مستويات الإنتاج المناسبة. هذا التأجيل أثار التكهنات بأن المنتجين قد يخفضون الإنتاج أقل مما كان متوقعا في وقت سابق، مما يضع ضغطا نزوليا على الأسعار. ومع ذلك، فإن بعض المحللين يرون أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق يدعم الأسعار، خاصة في ظل تزايد الطلب على النفط في الأسواق الناشئة والتعافي من جائحة كورونا.
الوضع في الشرق الأوسط:
الشرق الأوسط هو منطقة حساسة ومضطربة، حيث تتواجد معظم احتياطيات النفط في العالم. أي تصعيد في الصراعات أو العنف في هذه المنطقة يمكن أن يهدد إمدادات النفط أو يزيد من المخاطر الأمنية، مما يرفع الأسعار. في الأسابيع الأخيرة، شهدنا توترات بين قوات الاحتلال الصهيوني وحماس في غزة، وبين إيران والسعودية في اليمن، وبين الولايات المتحدة وإيران في الخليج. هذه التوترات تزيد من القلق بشأن استقرار إمدادات النفط من المنطقة، وتدفع الأسعار للارتفاع.
الوضع في أوروبا:
أوروبا هي واحدة من أكبر المستهلكين للنفط في العالم، وتأثيرها على الطلب على النفط كبير. في الآونة الأخيرة، تعرضت أوروبا لموجة جديدة من جائحة كورونا، مما أدى إلى فرض قيود جديدة على الحركة والنشاط الاقتصادي. هذا يقلل من الطلب على النفط في القارة، ويضع ضغطا نزوليا على الأسعار. ومع ذلك، فإن بعض الدول الأوروبية بدأت في تخفيف القيود والتطعيم ضد الفيروس، مما يعزز التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي والطلب على النفط.
إقرأ أيضا:سعر الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 26/9 /2023الوضع في الصين:
الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم، وتأثيرها على السوق كبير. في الأشهر الأخيرة، شهدت الصين تباطؤا في النمو الاقتصادي، بسبب الضغوط التجارية مع الولايات المتحدة، والمشاكل الداخلية مثل انقطاع الكهرباء ونقص الرقائق الإلكترونية. هذا يقلل من الطلب على النفط في البلاد، ويضع ضغطا نزوليا على الأسعار. ومع ذلك، فإن الصين تسعى إلى تحفيز الاقتصاد من خلال سياسات التيسير النقدي والمالي، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية والطاقة الخضراء، مما يمكن أن يدعم الطلب على النفط في المستقبل.
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط
أسعار النفط متغيرة وغير متوقعة، وتعتمد على العديد من العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها بدقة. ومع ذلك، يمكننا الاستناد إلى بعض التقارير والتحليلات الصادرة عن المنظمات والمؤسسات المتخصصة في مجال النفط، للحصول على بعض الرؤى والتوجهات المحتملة لأسعار النفط في المستقبل. بعض هذه التقارير والتحليلات هي:
تقرير أوبك:
وفقا لتقرير أوبك الصادر في أكتوبر 2023، فإن المنظمة تتوقع أن يبلغ متوسط سعر سلة خاماتها 76.70 دولار للبرميل في عام 2023، و77.50 دولار للبرميل في عام 2024، و78.40 دولار للبرميل في عام 2025. هذا يعني ارتفاعا تدريجيا في الأسعار، مع توازن بين العرض والطلب. وترجع أوبك هذه التوقعات إلى تحسن الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، والالتزام باتفاق أوبك + لضبط الإنتاج، والتحول الطاقي نحو مصادر أكثر نظافة وكفاءة.
تقرير الوكالة الدولية للطاقة:
وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الصادر في نوفمبر 2023، فإن الوكالة تتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 74.20 دولار للبرميل في عام 2023، و75.10 دولار للبرميل في عام 2024، و76.30 دولار للبرميل في عام 2025. هذا يعني ارتفاعا تدريجيا في الأسعار، مع توازن بين العرض والطلب. وترجع الوكالة هذه التوقعات إلى تحسن الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، والالتزام باتفاق أوبك + لضبط الإنتاج، والتحول الطاقي نحو مصادر أكثر نظافة وكفاءة.
تقرير بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس:
وفقا لتقرير بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس الصادر في سبتمبر 2023، فإن البنك يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 90 دولار للبرميل في عام 2023، و95 دولار للبرميل في عام 2024، و100 دولار للبرميل في عام 2025. هذا يعني ارتفاعا حادا في الأسعار، مع نقص في العرض مقابل الطلب. ويرجع البنك هذه التوقعات إلى تعافي قوي للطلب على النفط، ونقص في الاستثمار في قطاع النفط، وزيادة في تكاليف الإنتاج، وتشديد في السياسات البيئية.
من الواضح أن هناك اختلافات بين التقارير والتحليلات المختلفة في توقعات أسعار النفط في المستقبل، وهذا يرجع إلى استخدام معايير وسيناريوهات مختلفة. لذلك، يجب على المتابعين أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه الاختلافات عند وضع استراتيجياتهم وقراراتهم المتعلقة بالنفط.
خاتمة
في هذه المقالة، تحدثنا عن أسعار النفط اليوم الثلاثاء 28/11/2023، والعوامل التي تؤثر عليها، والتوقعات المستقبلية لها. واستعرضنا بعض التقارير والتحليلات الصادرة عن مصادر مختلفة في مجال النفط، والتي تعكس اختلافات في الرؤى والتوجهات المحتملة لأسعار النفط في المستقبل. وخلصنا إلى أن أسعار النفط متغيرة وغير متوقعة، وتعتمد على العديد من العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها بدقة. لذلك،أتمنى أن تكون هذه المقالة مفيدة لك ووجدت ما تبحث عنه فيها واذا كان لك اي تعديل او استفسار اكتبه بالتعليقات بالاسفل، في أمان الله.